ثقافة وفن

ذكرى موقعة الريدانية.. كيف دخل العثمانيون مصر؟

تحل اليوم ذكرى موقعة الريدانية التي دخل العثمانيون على أثرها مصر وقد وقعت في 23 يناير من عام 1517 وقد انتصر فيها العثمانيون بقيادة سليم الأول على المماليك بقيادة طومان باى.

وقد وصف سليم حسن وعمر الإسكندرى الحدث فى كتاب مصر من العصر العثمانى الى قبيل الوقت الحاضر: صبر المماليك ساعةً قُتل فيها عدد عظيم من العثمانيين وقوادهم، منهم سِنان باشا أكبر القواد والوزراء للسلطان سليم، ولم يَدُمْ ذلك إلا ريثما تمَّت حركة الالتفاف، وعندها وُجهت المدافع والبنادق على المصريين من كل صَوْب، ولم يكن لهم نظيرها، فلم يسعهم إلا الفِرار، وصبر طومان وجماعة صبْر الأبطال، ولكنهم اضطُروا أخيرًا إلى الفِرار إلى الجيزة، وسار العثمانيون إلى القاهرة فدخلوها فِرَقًا ونزل السلطان سليم بمعسكره الخاص على ساحل بولاق والجزيرة الوسطى ولم يدخل المدينة، وبقي كذلك إلى يوم الثلاثاء رابع المحرم سنة ٩٢٣ﻫ، فلما كانت ليلةُ الأربعاء خامس الشهر لم يشعر السلطان سليم بعد صلاة العشاء إلا وقد هجم عليه في معسكره السلطان طومان باي بمن التفَّ حوله من المماليك؛ فاختل نظام المعسكر واختلط الحابل بالنابل، وساعد المماليك كثير من العامة والغوغاء ونُوتية بولاق، فما بزغ الفجر حتى قُتل من العثمانيين خلق كثير، ثم جاءت فرقة أخرى مددًا للمماليك بقيادة الدوادار الأمير عَلَّان من جهة الناصرية، وحَمِيَ وَطيسُ القتال بين الفريقين من بولاق إلى الناصرية، وملك المماليك أكثر المدينة بعد أن قتلوا الألوف في شوارعها وحاراتها من العثمانيين المتفرقين، ثم جمع العثمانيون شملهم وطردوا المماليك من حي بولاق إلى قناطر السباع — السيدة زينب — حتى تحصنوا — المماليك — بحي الصليبة وحفروا الخنادق حولهم من جميع الجهات. وخُطِبَ يوم الجمعة للسلطان طومان باي على منبر جامع شَيْخون وغيره، واستمر القتال كذلك أربعة أيام بلياليها من ليلة الأربعاء إلى صبيحة يوم السبت ٨ المحرم، فحاصر العثمانيون حي الصليبة من كل جهاته، واشتد الأمر على المماليك؛ فتخاذلوا وتسللوا عن السلطان طومان باي، فبقي يُقاتل في نفر من المقدَّمين الأمراء وبعض العبيد، حتى إذا لم يبقَ للدفاع فائدة فرَّ إلى بركة الحبش — بين الساحل القبلي بمصر القديمة وبين معادي الخبيري — وعدى من ساحل طرة إلى ضفة النيل الغربية بالجيزة، واستولى العثمانيون على المدينة مرة أخرى، وطلع السلطان سليم إلى القلعة بعد ذلك بعشرة أيام، واستحوذ على ما فيها من الأموال والذخائر، وبقيَ بالقلعة نحو شهر شاع في خلاله أن طومان باي صار في عسكر عظيم ممن تراجع إليه من المماليك والتفَّ حوله من عرب الصعيد، وأنه قادم إلى القاهرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى