صدر حديثا.. “الشرفات العالية وأشهر اغتيالات العصر الحديث” لدينا شرف الدين
صدر حديثا كتاب "الشرفات العالية.. وأشهر اغتيالات العصر الحديث" للكاتبة دينا شرف الدين، والكتاب هو الثاني لها بعد كتابها "في زمن الأي كلام"، للمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 55، المقرر انعقاده خلال الفترة من 24 يناير حتى 6 فبراير 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
وتقول دينا شرف الدين في مقدمة الكتاب:
استوقفتني وأنا أقرأ عن أشهر الاغتيالات التاريخية عدة ملاحظات هامة، تحديداً بالقرن الماضي، فقد كانت عمليات الاغتيال في معظمها ذات دوافع سياسية، بحيث نالت من بعض الشخصيات الملهمة التي كان استمرار وجودها علي قيد الحياة قد يغير من مسارات التاريخ ويخرج عن السياق الآثم الذي يعد منهجاً و دستوراً يلتزم به الجميع ومن يخرج عنه مغرداً بسرب آخر، لابد وأن يقام عليه الحد و تقتلع جذوره قبل أن تتشعب وتتوغل في الأرض لتنبت زرعاً طيباً.
قام العالم منذ أن عرف النظم الإجتماعية و السياسية علي مبدأ الغلبة للقوة ، تلك التي تتمكن من اغتصاب مقدرات الغير واعتلاء عروش السيادة وإن كانت على جثث الآلاف من الضحايا ودماء الأبرياء الذين لا يملكون من أمرهم شي،
فقد جري العرف منذ قديم الأزل ، أن تسيطر قلة تمتلك القوة علي الكثيرين من الضعفاء لتنتزع لنفسها الوصاية و الملك ، ولم يكن علي بقية هؤلاء الضحايا سوي السمع والطاعة، وكلما خرج منهم معترض أو راغب بإصلاح، سرعان ما يختفي أثره من علي وجه الأرض.
وكثيراً ما نسمع من هنا وهناك كلمات غير مكتملة المعني في همسات جانبية عن هؤلاء الذين يسكنون الشرفات العالية ويمسكون بأطراف الخيوط غير المرئية التي تحرك تلك الدمي لتتجول علي مسرح كبير لأحداث تلاحقها أحداث.،
لكننا لم نتأكد يوماً من هوية هؤلاء الذين يعتلون تلك الشرفات و من ذا الذي منحهم هذه السلطات و من سمح لهم طواعية أو كرهاً بهذا التحكم في مقدرات البلاد و العباد ، لتمكين هذا و الإطاحة بذاك ، و إعادة توزيع قوي الأرض و تخطيط مساراتها كما لو كانت لعبة الشطرنج و ما تستلزم من تغييرات وفقاً لكل حركة لكنني قد استخلصت نتيجة واحدة لكافة النظريات المطروحة حول اغتيال أحلام هؤلاء الذين قد توقفت قليلاً أمام توجهاتهم و ما قد حققوه من خطوات بطريق مغاير لخريطة الطرق المسموح بها و التي لم يكن مقدر لها الإكتمال بعد أن أوقفت تقدمها تلك القوي الخفية التي عادة ما تظهر عندما يستلزم الأمر.
فقررت ألا أتوغل بأعماق التاريخ لأعرض عدداً كبيراً من الإغتيالات التي كانت سمة من سمات تلك العصور القديمة ، و التي كانت تمتلئ بها أروقة القصور الملكية بكل زمان و مكان و بكل عرق و لون ، و التي كان الدافع من ورائها واحد ، ألا و هو كرسي الحكم الذي أطاح بكافة المعايير الإنسانية و الأخلاقية وحتي صلات الدم ، فقد كان من المعتاد أن يقتل الأخ أخاه أو الإبن أباه أو القائد ملكه و راعيه حتي يحصل علي مبتغاه ،ألا و هو ذلك الكرسي الملعون الذي أراق بحاراً من الدماء و رقص علي جثث مئات الشهداء.
الشرفات العالية وأشهر اغتيالات العصر الحديث