ثقافة وفن

موسى صبري.. ماذا جاء في سيرته الذاتية عن أشهر معاركه؟

تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الصحفى موسى صبرى القائل "إن الكلمة سلاح قد يكون مبضع جراح يشفي الألم‏، وقد يكون نصلاً مسمومًا يبتر ويمزق ويقوض‏، واليد التى تمسك هذا السلاح مفسدة إذا لم تكن رشيدة واعية‏."

وقد كان يؤمن بأن العمل الصحفى وحمل القلم مسئولية اجتماعية للتطوير والتأثير وفى مذكراته "مذكرات موسى صبرى.. 50 عامًا في قطار الصحافة" الصادرة عام 1992، عن دار الشروق للنشر، يروى الكاتب الراحل عددًا من المواقف والأحداث التى حدث معه بداية من دخوله المعتقل فى بداياته، وتأثره بزعماء الحركة الوطنية ورموز الفكر المصرى فى الثلاثينيات، نهاية بعمله بالصحافة وكيف كانت علاقته بالرؤساء، وصولاته وجولاته فى بلاط صاحبة الجلالة.

كان أبوه أول من أدخله فى دروب السياسة وحب الوطن، فكان أول من حدثه عن الزعيم الراحل سعد زغلول، وكيف أن سيدة كانت تغسل لديهم الملابس ما علمت بنباء وفات قائد ثورة 1919 خرجت إلى الشارع وهى تصيح وتلطم الخدود، كما حدثه عن ثورة عرابى أو كما كان يطلقون عليها حينها "هوجة عرابى"، وكان لكل ذلك بالغ الأثر فى حياة الشاب "موسى" الذى إن ما دخل الجامعة حتى عمل فى السياسة وانخرط بها.

انخرط في مظاهرة ضد نقل عميد كلية الحقوق إلى جامعة الإسكندرية، الدكتور على بدوى، بعدما رفض طلب من حزب الوفد لعمل استثناءات لقبول الطلبة، كانت أول المواقف الكبرى فى حياة صبرى موسى، والذى تم تحويله إلى التحقيق هو وزميله حينها "عبد الرحمن الشرقاوى"، والذى رغم اتفاقهم على نفى كافة التهم الموجهة إليهم، إلا أن الأخير اعترف بكل شىء ولم يذكر إلا اسمه فقط.

معركته مع طه حسين بسبب أدب "العفاريت"

كانت بداية علاقة موسى صبرى بطه حسين، عندما كان الأخير يعمل وزيرا للمعارف، للتقدم إليه بطلب لمساعدته فى العمل، كما كان عادة العميد فى تقديم يد العون للطلبة المتفوقين، وهناك فى مبنى الوزارة قابل سيد قطب القيادى الأخوانى الذى كان يعمل حينها مديرا لمكتب عميد الأدب العربى، الذى استمع إليه إلى طلبه، بعدها أدخله مكتب طه حسين، الذى قابله بالترحاب والود وطلب منه يحدثه عن سبب تفوقه، قبل أن يخبره أن أنه كلم صديقه محمد صبرى أبو علم وزير العدل حينها، من اجل توظيفيه بالنيابة، لكن ربما قصة اعتقاله سالفة الذكر حالت دون تعيينه فى وظيفة وكيل النيابة.

التقى صاحب "دموع صاحبة الجلالة" مرة أخرى مع صاحب سيرة "الأيام" بعد عمله فى الجمهورية، حيث تم تعيين عميد الأدب العربى، كرئيس للتحرير بشكل شرفى، بحسب تأكيد صلاح سالم لموسى صبرى، لكن العميد كان يطلب الاطلاع على المانشتات وذات يوم رفض العميد مانشت يقول "ديجول فى أزمة" ورأى العميد أنه من الأفضل تغييره لـ"ديجول فى حرج" بسبب أن ما يواجه الرئيس الفرنسى لا يعد بمثابة أزمة، وهنا أكد موسى صبرى أن كلمة حرج صعبة فى المانشات خاصة وأنها تكتب بدون تشكيل، لكن العميد أصر، وحين استشار كامل الشناوى طلب منه استمرار المانشت الأول، وأنه سوف يحدث العميد، إلا أن ذلك لم يحدث وحدث أزمة كبيرة بسبب ذلك هدد فيها طه حسين بالاستقالة.

الأزمة الأكبر الذى واجهت "صبرى" مع صاحب "دعاء الكروان"، كانت عندما قام الكاتب إبراهيم الوردانى بنشر مقال له بجريدة الجمهورية يرى فيها أن من يطالبوا بدراسة الأدب اليونانى القديم، يطالبون بدراسة أدب العفاريت والأساطير والخرافات التى ليست لها قيمة، وهو المقال الذى وجه فيه العميد دعوة للتخلف، واحتج لأن المقال أيضا لم يعرض عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى