ثقافة وفن

همسه الصباح وهى بعنوان. (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ).

بقلم الدكتور فتوح منصور
♦️يحكى طبيب قصه غايه فى الروعه تعلمنا كيف نتصدق على الفقراء فيقول قبل عدة أعوام، وفي شارعنا القديم كان لي جارٌ متحدثٌ لبقٌ، ومستمعٌ جيد، ومحاورٌ هادئ، كان إنساناً اجتماعياً محبوباً ..
♦️في أحد الأيام التقيت به وهو يجهز سيارته ليذهب إلى مكان ما، فأثار استغرابي عدد علب الشوكولاته الفاخرة، والموزعة على المقعد الخلفي للسيارة.
♦️ومن باب الفضول سألته: إلى أين أنت ذاهب يا جار؟ فردّ عليّ السلام وابتسم ابتسامةً لطيفةً لم أفهم معناها، قائلاً لي: هل تود مرافقتي؟
♦️قلت: يسعدني ذلك، توجهنا إلى حيٍّ فقيرٍ جداً يبعد عن شارعنا مسافة ساعة إلاّ ربع بالسيارة،حيث أوقف السيارة ونزلنا منها، ثم حمل مجموعة من علب الشوكولاته وتوجه إلى بيوت الحي، وأخذ يدق الباب الواحد تلو الآخر، وكلما فتح الباب أولادٌ صغار، يقفزون فرحاً، وينادوا أمهم: إنه الرجل صاحب الشوكولاته، فيعطيهم الذي بيده، ويلاطفهم، ثم يستأذن وينصرف.
ثم يذهب إلى باب آخر، فتفتح امرأةٌ كبيرةٌ بالعمر، وما أن رأته حتى دعت له بجبر الخاطر ونحوه.وهكذا مع باقي البيوت، ولكل بيت قصةٌ ورواية مع جاري!
♦️وما أن انتهينا من توزيع علب الشوكولاته ورجعنا إلى السيارة، حتى سألته سؤال المتردد: شيءٌ جميلٌ ماصنعته، ولكن لم لا تعطيهم مالاً؟! أليس أفضل لهم، وبذلك يستطيعون شراء حاجاتهم بأنفسهم؟
التفت جاري إلى الكرسي الخلفي، وتناول علبة الشوكولاته وقدمها لي، وقال افتحها يا دكتور
فتحت العلبة وأنا مترقب، وكلّي شوق لرؤية ما تحتويه العلبة! فإذا بها بالإضافة للشوكولاته مغلف مالي، فزادت حيرتي!
قلت، ولمَ لا تعطيهم المال مباشرة يا جارى العزيز ؟ لماذا بداخل علبة الشكوولاته؟
فنظر إليَّ جاري وابتسم، وقال: يا دكتور أنا إنسان أحبّ الشوكولاته، وآكل منها وأولادي كلّ يوم، والله يقول: { لَن تَنالُوا البِرَّ حَتّى تُنفِقوا مِمّا تُحِبّونَ }، وإني أرجو من ربي ذلك.
يادكتور تقديم وبذل الصدقة فن بحدّ ذاته، والفقير يشتهي كما نشتهي! وعلى حسب قدر السلعة يكون مكيالها، فإذا كانت أعمال الدنيا لها وحدات قياسها الخاصة: فالحديد بالطن، والفاكهة بالكيلو، والذهب بالجرام، والألماس بالقيراط، فأعمال الآخرة تقاس بالذرّة{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًاً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.
ولذا فقد أردت تغليف صدقتي بما أحب وما تَسعد به نفسي ونفس أولادي، فيكون السرور مضاعفاً والإكرام أكبر وتوصيل الخير أنقى وأصفى. ♦️انها من أجمل واروع القصص لنتعلم كيف ننفق ونتصدق من اموالنا اسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صداقتنا وصالح أعمالنا واسعد الله ايامكم وصبحكم الله بكل خير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى