همسه الصباح وهى بعنوان.رفقا بالاباء
بقلم الدكتور فتوح منصور
همسه الصباح وهى بعنوان.رفقا بالاباء. وهى قصة حقيقية : حصلت في مدينه الباحة بالسعوديه
القصة لأب كبير في السن كانت وظيفته معلم منذ الزمن الأول .( جيل الطيبين ) اسمه سعيد بن جمعان .
وبعد أن تقدم فيه العمر وتوفيت زوجته الله يرحمها صار يسكن مع أولاده ليخدموه ، وقد رزقه الله منها أربعة أولاد كلهم وبفضل الله من البارين ، ولكن لابد من القصور ولو حرص الإنسان ..
♦️وأبوهم كان يعرف بقوته وهيبته ونفاذ كلمته وكان اذا قيل : سعيد بن جمعان جا المدرسة حتى المدير والمدرسين يخافون فما بالك بالطلاب ، وكان يضرب ابنائه ضرب شديد دائماً ، ومعلق لهم خيزرانه عند الباب يسميها ” وسمه ” لانها تعلم على الجلد مثل وسم الكي . ♦️وعندما شاخ أدركه الضعف والهوان وشعر بأن أولاده يدركون هذا الشي ويتعاملون معه على أساس هذاالمنطق .
♦️يقص لي القصة أحد أولاده فيقول بأن والدهم أرسل لهم رسالة يقول فيها :العادات غالبا تسوقنا للخطأ ..عذرا أولادي على ما بدر مني في صغركم ..كنت شديد القسوة عليكم ليس لأني لا أحبكم ، لا والله ، بل أنتم أغلى من أنفاسي التي تشق صدري ، ولكن العرف والعادات كانت تقول الأب القاسي هو الوحيد الذي يربي أولاده ، أما الحنون فهو أب فاشل يسوق أبناءه إلى الفشل ..فنهجت نهج القوة متوقعا أن ذلك أنفع لكم وأفضل ..
ولم يكن العلم يؤثر في العادات كثيرا ، وكنا نرضي ونراقب المجتمع أكثر من أي شئ آخر وكأن رضاهم سيدخلنا الجنة ..محمد وإبراهيم و خميس وياسر
لا تستلون جنابيكم الحادة لتغرسوها في صدري كل يوم ..عندما أراكم تقبلون أبناءكم وتترفقون بهم فوالله إن قلبي يتقطع من الوجع و ودي أصيح وأقول لكم وأنا أيضا كنت أحبكم ولا أزال ..فلماذا عندما يقبل أحدكم ولده ينظر إلي نظرة كالخنجر المسلول ليطعن بها قلبي وكأنكم تقولون تعلم الحب والحنان ! وافهم كيف ينبغي أن يتعامل الآباء مع الأبناء ..
أولادي هذا ليس زمننا وما يرجع شئ فات أوانه فلا تعلموا شيخ مالم يعد ينفعه ..
وإنا دخيلكم أطلبكم العذر والسماح ..
وإلا انا الان أمامكم وهذه عصاتى وتلك جنبيتي ! فاقتصوا مني الآن ! ولا تعذبوني بنظراتكم الصعبه .وفى نهايه الرسالة توقيع الاب
يخبرني بالقصة أصغر أولاده واسمه ياسر وهو الآن أب لثلاثة أبناء ولدين وبنت ..
♦️فيقول ياسر : كلنا تأثرنا برسالته وذهبنا نقبل رأسه ويديه وقدميه وأجمعنا كلنا بأنه لولا الله ثم تربيته لنا لما كنا رجالا ناجحين
♦️ثم يقول ياسر :
عندما ذهبت إلى السرير لأنام ظلت كلمات والدي ترن في أذني وتؤلمني في قلبي ! وحينها أجهشت باكيا وبكيت بكاءً مراً فكتبت لأبي رساله قائلا فيها :أبي الحبيب .. قد تكون أدركت جزءا من نظراتنا لك حين نحتضن أولادنا وهذا دليل فطنتك ، ولكن لا يعلم الغيب إلا الله ..فوالله إني أنظر إليك وأقول ماذا لو قبلني أبي الآن ؟!
فأنا وإن كنت كبرت وأصبحت أبا وخالط الشيب سواد شعري فهذا لا يعني أنني لا أحتاج لحضنك الدافئ وقبلاتك الحارة ..
فهل لي بحضن واحد وقبلة ؟!
♦️وأرسل الرساله إلى هاتف أبيه ونام ..
♦️وعند الفجر خرج ياسر من غرفته لأجل أن يصلي فوجد أباه واقفا على عكازه عند الباب ويقول : تعال ياولدى أضمك إلى صدري ..
ماحسبت الضرب ب يشب جمري ..
إن كان اني أصبت فلله دري …
وان كان اني غلطت فلك عذري ..
ما تدري عن غلاك لكن انا أدري ..
انت الروح والكبيد وحزام ظهري ..
تعال ياسر أضمك وخذني لقبري ..
وضمه إلى صدره وقبّله وبكى الإثنان ، وخرجت زوجة ياسر وبكت بكاء شديدا لأجل المنظر المؤثر ..
♦️وماهي الا دقايق الا وشهق الاب شهقه طويله وصعدت روحه وتوفي . وحاولوا يسعفونه لكن جاء اجله .
♦️رحم الله هذا الوالد العظيم ..
♦️فيا ايها الأبناء ترفقوا بوالديكم وقد يكون لديهم ما يقولون ولكن لا يستطيعون البوح كما فعل هذا الأب .
فانسوا أي ماضٍ مؤلم وتذكروا أن لهم فضل ولو لم يربوكم .. فكيف وهم من وقف على مصالحكم حتى أصبحتم رجالا راشدين وأمهات أو عضوات فعاﻻت في المجتمع ..
♦️اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وارحمهم كما ربونا صغارا ..
وأسعد الله ايامكم وصبحكم الله بكل خير