همسه الصباح وهى بعنوان الصحبه الصالحه
بقلم الدكتور فتوح منصور
دكتور في الجامعه متعين جديد بيقول .نزلت اتمشى شويه في حرم الجامعه ، لقيت طالب بيقولي ممكن حضرتك ناخد الاستراحه أو البريك وقت الصلاة !
♦️كان اول مرة اسمع الطلب ده ووافقت لانه قريب من وقت الاستراحه اللى انا محدده !
مرة بعد مرة حبيت الولد ده جدًا هو واتنين صحابه ، وأعمارهم كانت قريبه من بعض !
♦️عجبنى جدا روحهم الحلوه وابتسامتهم علطول ، بقيت فى الاستراحه بنزل اصلى معاهم ونرجع المحاضره !
فى اخر الترم واحد منهم جيه قالى اطلع معانا عمره ، حبيت الفكرة وقولتله ماشى ، قالي بس هنطلع برى ! قولتله ليه مفيش طيران !
♦️قالى بس احنا هناخدها رحلة نستمتع بالصحبة والثواب باذن الله اكبر !
♦️بصراحة انا مكنتش فاهم صحبة ايه واحنا رايحين عمره ، ايه هنقعد فى الاتوبيس نغنى ونرقص ونعمل مقالب فى بعض ونشغل افلام يعنى وننزل الماية !
المهم وافقت
♦️ركبنا الاتوبيس ؛ بعد شوية واحد مسك الميكروفون وعرفنا بنفسه بعدين قال انشوده وكان صوته تحفه ، بعدها كذا واحد يطلع يعرفنا بنفسه اللى قرأ قران واللى قال اذكار واللى هزر شويه واللى بص على الجبال وقالنا “خواطر” لما بيتأمل فى خلق الله
♦️انا كنت قاعد مش فاهم ؛ ايه ده فين التسقيف والرقص طيب
♦️كنت بتفرج على اللى بيتكلم وعلى الناس اللى قاعدين كلهم كنت مستغرب نفسى وسط الناس دى ، بس مش عارف ليه كنت حاسس انى مبسوط جدًا !
♦️وصلنا الميناء ، صاحبى خدنى يعرفنى على واحد قاعد على الارض مع سواق الاتوبيس واتنين كمان بياكلوا ، قالى ده صاحب شركة السياحة اللى طالعين معاها !
♦️استغربت وقولتله هو مطلعش مع رحلة الطيران ! قالي لا هو بيحب يطلع البرى علشان لو الناس احتاجوا حاجة !
♦️مش هعرف اقول حسيت ب إيه ولا الراجل ده بابتسامته وتواضعه اثر فيا ازاى !
♦️ركبنا العباره ، لا الكباين صالحة للنوم ولا السطح ينفع حتى نفرد ضهرنا عليه لان كان فيه طبقة غريبة لزجة شوية مغطية السطح كنا بنعانى حرفيا ، بس الناس دى فى كوكب تانى ؛ بيتكلمو ويضحكو ويهزروا !
واحد منهم مره واحده بص للسما وقال بصوت عالي
“احنا متبهدلين اهو، مش عارفين نمدد جسمنا حتى، كان ممكن نطلع طيارة، الثواب يارب !”
♦️انا لسه فى حالة اللاوعى اللى انا فيها ، حاجات كتير مش مستوعبها ولا شوفتها قبل كده
♦️هو بيكلم ربنا ؟ بحب كده ؟ بهزار محترم اوي كده ؟
كانت لحظة غريبة عليا جدا !
♦️وصلنا بعد يومين معاناه تامه ، دخلنا فندق المدينة بعد نص الليل ؛ طبعاً جريت على السرير هموت وانام ؛ لقيت صاحبى بيقولى يلا ! فبقوله يلا اي !
قالي ننزل نسلم على الرسول ونصلى قيام عند الحرم !
يا عم انت مش طبيعى انا هنام شويه علشان افوق كده وبعدين اعمل كل ده ، انزلوا انتو !
فعلا نزلو هما وانا نمت ؛ كنت تقريبا بقعد في الاوضه لوحدي كل فتره وهما يرجعوا يناموا ساعة ولا اتنين وينزلو الحرم يكملو !
♦️صاحبى ده كان نايم مره ، سمعت صوت بصيت له لقيته فى سابع نومه بيتكلم وهو نايم بيقول:
لا يا ” عمر”… “ابو بكر” ذهب الى ….!
♦️انت بتحلم ب إيه ياعم انت ؟. ♦️انت بتكلم مين طيب ؟
بالله عليك دخلنى معاك فى الحلم ده يا اخى !
واحنا فى الحرم قبل الصلاه واحد منهم قال
النهارده اخر يوم فى المدينه والامام ده بعشق صوته ؛ يارب يقرأ سورة الرحمن !
إبتدينا الصلاه وبعد الفاتحه ؛ بدأ الامام”الرحمن علم القران..” !
♦️انا فى اللحظة دى بكيت على نفسى جدًا ! هما ازاى الشباب دول كده ! إزاى وصلوا لكده مع ربنا ! إزاى ربنا مراضيهم كده والفرحه وابتسامة الرضا مش بتروح من على وشهم ! طب هو ليه انا مكنش صحابى زى دول؛ كانت حاجات كتير اتغيرت !
انا كنت فاكر إنى عايش كويس ومبسوط ؛ بس معاهم فهمت الفرق بين انى “اعيش” وانى “احيا” !
♦️”مَنْ عمل صالحًا مِّن ذكَرٍ أَوْ أُنثَي وَهوَ مؤْمنٌ فَلَنُحْيِيَنهُ حياةً طيبَة وَلنجزِينهمْ أَجرهم بِأَحسنِ مَا كانوا يعملون” !
♦️” وَمَنْ أَعرض عن ذِكْرِي فَإِنَّ لَه معِيشَةً ضَنكًا …” وأسعد الله ايامكم وصبحكم الله بكل خير