حروف مصرية
شـرقتُ أو غـربتُ ، إني من هُنا
مصرُ الهُويةُ و البقيةُ و السنا
مهما ســقانا البَيْنُ يــوماً كأسَــــه
فالقلبُ لم يعرفْ سواها موطنا
النيلُ يجري في عروقي سَـلْسَبا
و يفيضُ رِيـاً في تجاويفِ الدنا
و الأزهرُ الألفيُ نورٌ ســـرمدٌ
يَهمي ضياءً للوجود يضمنــا
أنا ما ارتضيتُ الضيمَ يوما شِرعةً
أو ضل عزمي في الليالي و انحنى
قد كان جدي للحضارة منشِــئا
و لكل أعراف الوجود مُقننـا
هذي القبابُ السامقاتُ علامةٌ
تحكي تراث الخالدين ، جدودِنا
هذي المسـاجدُ و الكنائسُ أشرقتْ
و اخضوضرتْ منها أزاهيرُ المُنى
و لتســألوا ســيناءَ عن أمجادِها
فيها الجوابُ مع الدلائل مُقرنا
و لتسـألوا الأهرامَ عن أســـرارِها
مَن يا تُرى بالمعجزاتِ تمكنا
و لتسـألوا و لتسـألوا و لتسـألوا
في الشرق أو في الغرب معروف أنا
فأنا ابنُ مصرَ و لن يُضـامَ مثيلُها
و ابن المكارم لا يخافُ من الضنى
يا مصـرُ ، أنت المبتدى و المنتهى
و المجدُ عَـودٌ في رُباك ما انثنـى
يا من أضـــأْتِ الكونَ في إظــلامِهِ
و قهرتِ دوماً كلَ غزواتِ الفنــا
أنت الشموسُ المشرقاتُ على الدُنَا
يا أم كل العـالميــــن ، و أمنـا
يا مصــرُ ، ما كان العقـوق بطبعنا
أو كانَ أبنكِ للظــــلامِ مُهادِنــا
لكنـــهُ زمنُ الغـــوايةِ قد طغـَـى
قد مُـد بين المارقيــن و بيننــا
إنْ كانَ ركبُ الشمسِ قد خَف الخُطى
يا مصرُ عُـذراً للذي قد مســنا
و غداً تهيــجُ الشـــمسُ في إشـراقها
و تُذِيـبُ كلَ العالقاتِ بأفقنــا
محمد الردان
عضو نادي الأدب