“سليمان الحلبي: القصة الكاملة”.. كتاب يوثق حياة البطل الأزهري في معرض القاهرة للكتاب
صدر للزميل سيد حامد كتابين جديدين، الأول بعنوان "سليمان الحلبي.. القصة كاملة"، والثاني بعنوان "صفحات منسية في التاريخ"، ويشاركا في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 في دار الشروق – الكويت، صالة 4، جناح A11.
hamed 2
يقدم كتاب سليمان الحلبي صورة العصر الذي عاش فيه، وكيف كان مناخا ثوريا، يسعى إلى إخراج البلاد من تعثرها السياسي بسبب تدهور نظام حكم المماليك، وكيف سعى الأزهر إلى إنهاض البلاد علميا، فجاءت الحملة الفرنسية لتهدم تلك النهضة، وهو ما يتناقض مع رؤية بعض التيارات المتغربة التي ترى في الحملة الفرنسية سببا نهضة مصر الحديثة ودخول البلاد عصر التنوير والحداثة.
sayed hamed
يعرض الكتاب تفاصيل قدوم سليمان الحلبي من الشام، بعد قمع القائد الثاني للحملة العسكرية الفرنسية كليبر لثورة القاهرة الثانية، وكيف نجح سليمان ومن المسافة صفر في اغتياله، وكيف صمد خلال تعذيبه، وخلال إعدامه البشع على الخازوق.
ويفند الكتاب أسطورة أن محاكمة سليمان الحلبي كانت أول محاكمة عادلة في تاريخ الشرق الإسلامي، ويبين أن العقوبة التي نالها سليمان كانت مركبة، فقد قضت عليه العسكرية الفرنسية بأن يشاهد قتل زملائه في رواق الشوام، ثم تُحرق يده اليمني، ثم يوضع على الخازوق، وبعد موته قطع الفرنسيون رأسه، وما زالوا يحتفظون بها في متحف الإنسان بالعاصمة الفرنسية باريس.
ويبين الكتاب أن العدالة الفرنسية كانت غائبة طوال أحداث الحملة الفرنسية، عارضا للمناخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في فرنسا قبل الثورة الفرنسية وأن الثوار الفرنسيين لم يطبقوا شعار الثورة "الحرية والإخاء والمساواة" على إخوانهم الفرنسيين ممن اختلفوا معهم، فكان طبيعيا ألا يطبقوا الشعار على المصريين والشوام.
الكتاب من إشراف وتقديم الأستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غانم، ويقع في 392 صفحة من القطع المتوسط، ويقدم نص محاكمة سليمان الحلبي مترجما بالعربية عن النص الفرنسي.
ويعرض كتاب "صفحات منسية من التاريخ" عدة مشاهد من التاريخ الإسلامي، منها الفارق بين الخلافة الراشدة والملك العضوض زمن الأمويين والعباسيين، وكيف رفض الإمام أبو حنيفة النعمان العمل مع الدولتين لأنه يرفض الاعتراف بشرعيتهما، ويتناول الكتاب المتشابهات بين الحركة الصليبية والحركة الصهيونية مبينا أن الثانية هي امتداد للأولي سعيا للسيطرة على الشرق الإسلامي، ويبين الكتاب الفارق الحضاري بين الأمة الإسلامية والأمم الأوروبية من خلال عرضه لرحلة أحمد بن فضلان إلى بلاد الصقالبة.