ترقب في الأوساط الثقافية لانطلاق معرض القاهرة للكتاب وبرنامج زاخر بالفعاليات
يترقب العديد من الكتاب وأصحاب الفكر، انطلاق الدورة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، تحت شعار «نصنع المعرفة..نصون الكلمة» تأكيدًا على ريادة مصر الحضارية، والثقافية، لكي يرى إنتاجهم الفكري النور، ويكون في متناول الجمهور، حيث يزور المعرض ملايين القراء الذين تنصب اهتماماتهم بالاطلاع على كل ما هو جديد، حتى يبدو المشهد أشبه بكرنفال ثقافي كبير، ويجتمع تحت سقفه، الكتاب والأدباء من مصر والوطن العربي، بل والعالم، ويشهد البرنامج الثقافي للمعرض فعاليات، ومؤتمرات عن أقطاب الثقافة المصرية، والعربية، من المفكرين، والمثقفين، ويطرح قضايا تتماس مع العالم الرقمي الجديد، ويتناول العديد من القضايا الفكرية، والاجتماعية، والوطنية.
وقالت الروائية هجرة الصاوي، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، الحديث عن روايتها الجديدة خلال الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وتقول "إنها بعنوان "ثعلب الديجيتال"، وهي رواية موجهة لليافعين، تدور حول علاقة الأبناء في سن المراهقة بالآباء، واختلاف اهتمامات كل منهم أهدافه، وأحلامه في الحياة".
وتجسد في روايتها شخصية "تيمور" الذي تقول عنه "هو الفتى الذكي المولع بالألعاب الإلكترونية التي تفصله عن واقعه، وتفقده التواصل مع أسرته، نعيش معه مغامرة في قريته المنعزلة، ونتنقل بين غرفته، ومدرسته، ومنطقة القصور، والآبار المهجورة، وتجعله هذه المغامرة يكتشف في نفسه أشياء لم يكن يعرفها؛ لينفتح له الكنز المخفي داخله".
وعن أعمالها الأدبية السابقة، وأي منها تعتز بها أكثر، تقول الكاتبة " أعتز بأعمال عديدة مع دور نشر مختلفة، ولكن بعضها يلامس قلبي، مثل "رحلة الغزال الأبيض" الصادرة عن المركز القومي لثقافة الطفل، وقصة "حلم حورية البحر" الصادرة عن دار المعارف حيث ألفتها، ورويتها مباشرة مع أطفال مستشفى 57357 أثناء ورش الحكي، ثم دونتها بعد ذلك، وهي تؤصل للعمل الجماعي الخيري، وتحمل الألم من أجل الشفاء".
وأشارت إلى رواية "أكمام الهواء" وهي عن ذوي القدرات الخاصة، وكفاحهم في الحياة، وكيف أن إصرارهم، يلهم غيرهم مواصلة الكفاح.
واستعرضت قصة "كيف طارت الزهور" حول الأطفال النازحين من بلادهم أوقات الخطر، وأمل العودة إلى ديارهم من جديد، وكذلك رواية "رحلة الحروف العربية" التي ألفتها مع الدكتورة عفاف طبالة، وقد تتبعا سويا الحروف منذ أن كانت أصواتًا منطوقة، وكيف تحولت إلى رموز مكتوبة، وكيف كانت رحلة تطورها.
وفي رواية جديدة تمزج بين الجوانب العاطفية، والاجتماعية، والنفسية للكاتب والروائي الشاب محمد مجدي يونس، يحدثنا عن عمله الوليد الذي يقدمه ويشارك به في النسخة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وهي رواية بعنوان "رنا – صوت السكوت"، التي تتناول معاناة بعض الأشخاص الذين يواجهون مشكلات حياتية، وكيفية تعامل المجتمع المحيط بهم معهم.
ويركز الكاتب في روايته على شخصية "رنا" الشخصية الرئيسية في الرواية في إطار يمزج بين الجوانب العاطفية، والاجتماعية، والنفسية.
ويضيف أنه قد شرف بالمشاركة في النسخة الماضية من معرض القاهرة الدولي للكتاب بروايته الأولى بعنوان "شاطئ الفرح"، معربا عن سعادته بانطباعات القراء عن الرواية والتي أعطته دافعًا قويًا للاستمرار في الكتابة، مشيرا إلى أنه يهتم بالمشاركة في الندوات، والحلقات النقاشية التي تعقد ضمن فعاليات المعرض، والتي تشكل حدثا ثقافيًا من المستوى الرفيع.
بدوره، يقول عالم الآثار المصرية ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية الروائي الكاتب الدكتور حسين عبد البصير" إنه سيتم توقيع كتابه الجديد "أسرار الأهرامات" مشيرا إلى أن الأهرامات المصرية تعد من أكثر الآثار التي تثير الخيال لدى الأشخاص في العالم كله، ويحاول هذا الكتاب أن يجيب عن الكثير من الأسئلة مثل: لماذا بنى المصريون القدماء الأهرامات؟ وكيف تم تشييدها؟ وما هو أول هرم في تاريخ العمارة المصرية القديمة وفي تاريخ العالم؟ وما عدد الأهرامات المصرية القديمة؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي تشغل أذهان الجميع.
وأشار الدكتور حسين عبد البصير إلى أن لديه العديد من الكتب التي تشارك هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهي:"الأساطير المصرية القديمة"، و"سحر الصعيد"، و"أشهر المعالم الأثرية والسياحية في القاهرة والجيزة"، وكتاب "السينما وحضارة مصر القديمة" الذي هو بالاشتراك في التأليف مع الناقد سامي حلمي، ويدور حول كيف تناولت السينما في مصر والعالم، حضارة مصر القديمة، سواء كانت هذه الأفلام تسجيلية أو وثائقية، وكتاب للطفل بعنوان "فرس النهر الأحمر العجوز".
وأوضح أن لديه العديد من الأعمال السابقة وأعزها إلى قلبه هي روايته الأولى "البحث عن خنوم" والتي صدرت لها عدة طبعات، ووصفها بأنها "عمل متميز يتناول مصر القديمة بشكل روائي، وأدبي من خلال رحلة يقوم بها عدد من الأشخاص في نهر النيل عبر الفضاء المكاني من الشمال إلى الجنوب بفكر فلسفي حول العلاقة بين الظاهر والباطن".
من جهتها، استعرضت الكاتبة والروائية والسيناريست شاهيناز الفقي، في تصريحات خاصة، أحدث إنتاجها الفكري الذي يصدر في الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، منوهة إلى أن روايتها الجديدة تحمل عنوان "حتما سوف يأتي"، وهي تتحدث عن فكرة البصيرة التي نغفل عنها تحت وطأة الظروف، والسعي، وضجيج الحواس..هذه البصيرة التي لا تنطمس، وإنما يبعثها للحياة، بعض المواقف الصعبة التي نمر بها؛ فتزيح الغشاوة عن أبصارنا، ونفوسنا؛ لندرك ما لم نكن ندركه، أو نراه بوضوح في معترك الحياة".
وأشارت إلى أن بطل الرواية "عشم" نتيجة لظرف معين، يسير في رحلة البصيرة، فتنكشف له أمور كثيرة، والرواية تتناول الأسرة المصرية.
وألمحت الروائية شاهيناز الفقي إلى عدد من أعمالها الأدبية السابقة، وهي رواية "سعيدة ملحمة العشق والحرية" 2017 وهي رواية تاريخية ومترجمة للغة الإنجليزية، رواية "سنوات التيه"، وتم تحويلها لمسلسل تلفزيوني بعنوان الذنب، رواية "مذكرات نزيل جهنم"، ورواية "يا شمس أيوب" وهي اجتماعية سياسية، وصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، وفازت بجائزة إحسان عبد القدوس كأفضل رواية عام 2020.
بدوره، يقول خبير الآثار المصرية والمحاضر لتاريخ الفنون بكلية الآثار جامعة القاهرة الدكتور شريف شعبان، في تصريحات خاصة،" إن معرض القاهرة الدولي للكتاب، يعد قبلة القراء المصريين والعرب، وهو ما يؤكد دور مصر الريادي في الثقافة والفنون، ويعد من أقدم وأهم الملتقيات الثقافية إذ بدأ في عام 1969 م ، آنذاك كانت القاهرة تحتفي بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة وقتها ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب، ولقد استمر عبر العقود كذراع من أهم أذرع مصر لقواها الناعمة حيث يلتقي القارئ المصري والعربي بأهم الإصدارات العلمية، والأعمال الأدبية، كما أنه عبر تاريخه الطويل كان مقر استضافة العديد من كبار الكتاب، والأدباء، والمفكرين المصريين والعرب، والأجانب".
وأضاف شعبان" في هذا العام أكتفي بإصدار طبعات جديدة من إنتاجي الفكري سابق النشر، وهي : "الدين والحكم في مصر"، ورواية "بنت صهيون" ، و"النبي المفقود أخناتون" ، و"ملك من ذهب"، وأعكف حاليا على كتابة عمل موسوعي كبير هو الأول من نوعه في المكتبة العربية".
وتعقد الدورة الـ 55 من معرض الكتاب، في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس، في الفترة من 24 يناير 2024 إلى 6 فبراير 2024، تحت شعار "نصنع المعرفة نصون الكلمة"، وتم اختيار دولة النرويج كضيف شرف المعرض هذا العام، ووقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على عالم المصريات، الدكتور سليم حسن، ليكون شخصية المعرض، ورائد أدب الطفل، يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل.
وتشهد الدورة الخامسة والخمسين من معرض الكتاب، مشاركة 70 دولة من مختلف دول العالم، ويصل عدد الناشرين، والجهات الرسمية المصرية، والعربية، والأجنبية المشاركة إلى 1200 دار نشر، فيما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام.
ويأتي بوستر المعرض من تصميم الفنان الدكتور أشرف رضا، أستاذ الفنون الجميلة، معبرًا به عن روح الفن المصري القديم، وهو ما يؤكد شعار الدورة (نصنع المعرفة..نصون الكلمة)، لذا يأتي البرنامج الثقافي للدورة معبرا عن ذلك، ومرسخا للهوية الثقافية المصرية، ومؤكدًا على مكانة مصر الثقافية في الحضارة الإنسانية، والدور الذي قدمته لتاريخ المعرفة، وتكوين الوعي الإنساني على مر التاريخ، ويضم برنامج المعرض ما يقرب من 550 فعالية تقام على مدار أيامه.
وقد استحدث المعرض هذا العام، محورا جديدا بعنوان "مؤتمر اليوم الواحد"، الذي يضم عدة مؤتمرات: مؤتمر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومؤتمر الترجمة عن العربية – جسر للحضارة، ومؤتمر الملكية الفكرية..حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة، ومؤتمر طه حسين، ومؤتمر نازك الملائكة.
كما يحتفي المعرض بمشروعات ثقافية جديدة هي: «ديوان الشعر المصري»، و«استعادة طه حسين»، و«حكايات النصر»، و«عقول»، وهي مشروعات استحدثتها هيئة الكتاب لترسيخ الفكر المصري في علاقته بالعالم أجمع.
ويحرص المعرض على تحقيق رؤية مصر 2030، في دور الشراكات المؤسسية والمجتمعية، حيث يواصل للمرة الثانية على التوالي، تقديم مبادرات ومشروعات عدة مع مؤسسات رسمية، مثل: مبادرة "دويّ" مع المجلس القومي للمرأة، وهي المبادرة القومية لتمكين الفتيات وتوصيل أصواتهن وحصولهن على المهارات، والخدمات الرئيسة، واستمرار مبادرة "وعي" مع وزارة التضامن الاجتماعي، والاحتفاء بإصدار 200 عنوان من مشروع "رؤية – رؤية للنشء" مع وزارة الأوقاف.