نبيل أبوالياسين: «جوبايدن وهارتس» بين دعمهما العلني لإسرائيل والتناقض في الحديث الإنتخابي
إعداد: حمدى صابر
اليوم نجمع لكم أيها القراء بعضاً مما يجري في الحرب البشعه التي يقوم بها الإحتلال الإسرائيلي على غزة، والتي يجب أن يعرفها كل فرد من أفراد المجتمع العربي والعالمي أيضاً والإلمام بها؛ فـإن “غزة” مزقت الستار وكشفت عن زيف حديث الدول الغربية وفي مقدمتهم “أمريكا”عن حرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان، الذين كانوا يتشدقون بها في كل المحافل، ويستخدموها كذريعه لهم للدخول في شئون الدول الداخلية، ولاسيما؛ الدول العربية والإسلامية لتدميرها وسرقة ثرواتها، ونقولها كلمة إن “الإحتـلال الإسرائيلي غير قانوني ويجب تفكيكه وإستعادة السيادة الفلسطينية.
ونقاط المقال اليوم متعدده وهي : • لماذا ذعر«نتنياهو» من تصريحات أردوغان بشأن التحالف الإسلامي؟
•وهل تأخير إصدار قرار الإعتقال بحق نتنياهو بسبب الضغوط الأمريكية؟
• ولماذا يفضح المدعي العام لمحكمة العدل الدولية بعض زعماء العالم الذين يضغطون عليه لعدم إصدار قرار الإعتقال بحق”نتنياهو ووزير دفاعه”؟
• ولماذا إنصدمت إسرائيل من تصريحات المخرجة الأمريكية اليهودية بعد تصدرها الصحف العالمية؟
•ولماذا «جوبايدن وكامالا هارتس» يرسلون السلاح للإحتلال الإسرائيلي ويتناقض حديثهم أفعالهم، ويتقدمون بالوساطه في المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزةء؟
•ولماذا نشاهد صمت غير مبرر من العدل الدولية في ظل تكرار إستراتيجية تجويع غزة في الضفة الغربية؟
•ولماذا فزعت الإدارة الأمريكية بسبب مقتل مواطن أمريكي في غزة ولم تصوب الإتهام لإسرائيل حتى الآن، ولم يحركها مقتل أكثر من 50 ألف شهيد فلسطيني هناك؟
فبدايةً بالنسبة للسيناريوهات المحتملة للحرب الإسرائيلية على غزة الكيان الصهيونى يعيش الآن مرحلة الإنهيار العسكري والإقتصادي والسياسي أيضاً، وطول أمد هذه الحرب يمزق علاقات إسرائيل الدولية، ولو نشاهد ونتابع عن كثب لوجدنا العالم ينقلب في في عدد من الثواني،
وهذا أخر التطورات المخرجة الأمريكية اليهودية “سارة فريدلاند”، تفاجئ الجميع خلال تسلمها جائزة في مهرجان البندقية السينمائي.
حيثُ قلبت مزاج العالم الغربي، ولاسيما؛ أمريكا وإسرائيل في أقل من”43″ ثانية تعاطفاً مع ”غزة” وأصابت الإحتلال الإسرائيلي في مقتل، وتصدرت كلماتها وسائل الاعلام الغربية، ومواقع التواصل الإجتماعي، ونالت تصفيق مطولاً في القاعة حين ناشدت المجتمع الدولي، وقالت: إنه يتوجب
عليناً جميعاً التصدي للإفلات الإسرائيلي من العقاب الدولي بسبب جرائم الإبادة الجماعية
كما أعلنت دعمها الكامل للفلسطينيين في”غزة” وطالبت بتحرير فلسطين بعد 76 عاماً من الإحتلال الصهيوني الغير شرعي وفق قرار محكمة العدل الدولية.
ولماذا فزع وذعر
“نتنياهو ” من تصريحات الرئيس التركي”رجب طيب أردوغان” الذي دعا فيها لتشكيل تحالف إسلامي ضد إسرائيل
وضد ما وصفه «بالتهديد التوسعي المتزايد» من جانب تل أبيب للمنطقة بأكملها؟، وقد أدلىّ الرئيس التركي هذه التصريحات بعد أن قال: مسؤولون فلسطينيون وأتراك إن إمرأة تحمل الجنسية الأمريكية والتركية قُتلت برصاص قناص إسرائيلي عمداً خلال مشاركتها في مسيرة سليمة مناهضة للتوسع الإستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وقال “أردوغان” خلال فعالية لجمعية المدارس الإسلامية بالقرب من إسطنبول الخطوة الوحيدة التي ستوقف الغطرسة والبلطجة الإسرائيلية والإرهاب الحكومي الإسرائيلي هي تحالف الدول العربية والإسلامية معاً، وأضاف “أردوغان” أن الخطوات التي إتخذتها تركيا في الآونة الأخيرة لتحسين علاقاتها بـ”مصر وسوريا” تهدف إلى تشكيل خط تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد، والذي يهدد أيضاً لبنان وسوريا، وسكتت الأصوات ولم تُصدر إسرائيل تعليقاً حتى الآن على التصريحات التي أدلىّ بها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.
وهل تأخير إصدار قرار الإعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ووزير الدفاع”يوآف غالانت” بسبب الضغوط الأمريكية المستمرة على المدعي العام للجنائية الدولية وأعضاء المحكمة؟، ومن هم بعض زعماء العالم الذي يقوم بفضحهم المدعي العام لمحكمة العدل الدولية الذين يضغطون عليه لعدم إصدار قرار الإعتقال بحق”نتنياهو”ووزير دفاعه”؟، فمن الواضح أن إسرائيل خوفاً من خسارتها قضية الإبادة الجماعية تضغط على أعضاء الكونغرس الأمريكي .
وذلك للضغط على جنوب إفريقيا لإسقاط إجراءاتها القانونية في محكمة العدل الدولية بشأن قضية الإبادة في غزة، وفقاً لبرقية صادرة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي حصل عليها موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، وطلبوا في البرقية من الكونغرس الأمريكي تهديد جنوب إفريقيا بتعليق العلاقات التجارية للولايات المتحدة معها، ولكن من غير المرجح أن يحدث ذلك لأن واشنطن تريد الحفاظ على علاقتها مع جنوب إفريقيا من أجل مواجهة نفوذ روسيا والصين التي تتوسع بشكل غير مسبوق هناك .
وفي هذا الصدد قال: المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية “كريم خان” إنه تعرض لضغوط من بعض زعماء العالم لعدم إصدار مذكرات إعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين، وأضاف “خان” لقد أخبرني العديد من الزعماء وغيرهم بذلك ونصحوني وحذروني!،
ودافع “خان” عن أمر إعتقال “نتنياهو” في مقابلة مع “BBC”، وقال: المدعي العام للجنائية الدولية إنه يجب أن ينظر إلى العدالة على أنها تتم بعد السعي للحصول على مذكرة إعتقال لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي،
وأنه من المهم إظهار أن المحكمة ستحمل جميع الدول على نفس المعيار فيما يتعلق بجرائم الحرب المزعومة، كما رحب بقرار حكومة المملكة المتحدة الجديدة بإسقاط معارضتها لأوامر الإعتقال.
وإذا كانت «كامالا هاريس» تؤمن بالقانون الدولي فعليها إجبار إسرائيل لإحترامه!؟، وكما تحب نائبة الرئيس الأمريكي والمدعية العامة السابقة الحديث عن النظام القائم على الأسس والقواعد، في مناظرتها الإنتخابية مع ترامب، ينبغي لها أن تتناول الإنتهاك الصارخ للقواعد المتمثل في جرائم الحرب والتجويع المنهجية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، والدعم غير المشروط إلى حد كبير من جانب رئيسها “جوبايدن”، للإحتلال
فلن يتغلب الحديث عن “النظام القائم على القواعد” على مشكلة النفاق وإزدواجية المعايير في واشنطن، ورسالتي للشعب الأمريكي، إذا تم قتلكم على يد الجيش الإسرائيلي، فإن بلادكم لن تهتم بمن قتل، ولن يتحمل أحد من الإسرائيليين المسؤولية بغض النظر عمن تكون، فتستطيع إسرائيل أن تقتل الكثير من الأمريكيين وتفلت من العقاب.
وختاماً: عندما تقتل القوات الإسرائيلية فلسطينيين فإنهم عادة ما يتجاهلون ذلك، ولكن الآن عندما قتلت القوات الإسرائيلية مواطناً أميركياً خلال إحتجاج في الضفة الغربية المحتلة فزعت الإدارة الأمريكية وصوبة الإتهام مباشرةً نحو الفلسطينيين!، وفي هذه الحالة إسرائيل مضطرة للرد أليس هذا إستهتار واضح بحياة العرب؟، ولاسيما؛بالفلسطينيين، ونتساءل هنا هل الدول العربية والإسلامية سيقاطعون هذا الكيان النازي للحفاظ على ما تبقى من إنسانية أم يستمر تجاهل خطر هذا الكيان التي اصبح يهدد المنطقة بأكملها؟، وهل سيتم تشكيل حكومة فلسطينية موحده؟.
فمنذ أكثر من عقد من الزمان طالبنا بحكومة فلسطينية موحدة تعبر عن كافة الشعب الفلسطيني، وقلنا: أن إتفاقية “أوسلو” فشلت وماتت، واليوم لا نجد مبرر واحد للتقاعس عن تشكيل حكومة وطنية فلسطينية موحدة، كما إننا لا نرىّ أي مبرر لتجاهل دعوة الرئيس التركي
“رجب طيب أردوغان” لتشكيل تحالف إسلامي لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية، وإستمرارها في الإبادة الجماعية في غزة، فضلاًعن، الخطر المتزايد لآمن المنطقه بأكملها، وليتأكد؛ العالم بأننا لن نقبل بأن تكون حياة الفلسطينيين والعرب والمسلمين أقل أهمية من حياة الآخرين، ونحذر بأن إسرائيل تخطط لإحتلال الضفة الغربية، ولن تتوقف عند غزة، وستطمع في أراضي في الأردن ولبنان وسوريا وتركيا أيضاً بعد إحتلال رام الله.
ونتنياهو يتجاهل الحراك الشعبي وخبراء يحذرون من مغبة حرب أهلية في البلاد، وتدفقت أعداد هائلة من الإسرائيليين مرة أخرىّ إلى الشوارع إحتجاجاً على فشل الحكومة في تأمين عودة الرهائن المتبقين في غزة، في حين قال؛ الصحه في غزة والسلطات المحلية إن الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة قتلت أكثر من اثني عشر شخصاً بين عشية وضحاها، وجاء الإحتجاج الجديد بعد عدة أيام من واحدة من أكبر مظاهرات الحرب بعد إكتشاف ستة رهائن قتلى آخرين في غزة، وبعد أن تراجع رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” عن الضغط من أجل إتفاق وقف إطلاق النار وأعلن أنه “لن يعظني أحد في تحدي منه للجميع.