ولعل هذه المومياء المصرية هي أكثر المومياء غموضا
بقلم رجب رمضان
ولعل هذه المومياء المصرية هي أكثر المومياء غموضا وتناقضا حتى يومنا هذا، لأن الطريقة التي تم تحنيط الجثة بها لا تتوافق مع الفترة الزمنية للتابوت الذي تم اكتشافه فيه. وهناك قطعة من الكتان متصلة بمعصمه يعود تاريخها إلى عام 400 قبل الميلاد، لكن الدراسات العلمية الشاملة أجمعت على أن طريقة التحنيط هذه تعود إلى عصر سابق، وربما يعود تاريخها إلى عصر الدولة الحديثة التي بدأت حوالي عام 1570 قبل الميلاد، أو ربما بعد ذلك بقليل… الأذرع المتقاطعة على المومياوات منذ القدم تشير إلى أن هذه المومياء كانت ملكا لملك، بالإضافة إلى أن شعر المومياء القصير والمموج والأحمر (ليس بسبب الحناء أو الصبغة) لا يزال مرئيا منذ آلاف السنين منذ زمن مضى، وقد يكون هذا مؤشرا على أن هذه المومياء تنتمي إلى عائلة الرعامسة، ملوك الأسرة التاسعة عشرة والعشرين، كان لديهم احمرار طبيعي في أسرهم، ورمسيس الثاني مثال على ذلك… ومن أكثرها إثارة للاهتمام ومن الأشياء التي أذهلت هذه المومياء كل من درسها في المعامل، وهو سبب شهرتها، هو أن الجزء السفلي من ساق المومياء كان متصلا بالجزء العلوي من ساقه بواسطة دبوس حديدي كبير يبلغ طوله 23 سم تم إدخاله قبل التحنيط، لذلك يعتقد الباحثون أنه تم إدخال الدبوس جراحياً وهو لا يزال على قيد الحياة، ومن المدهش حقاً أن أطباء ذلك العصر القديم تمكنوا من إجراء مثل هذه الجراحة، وهي عملية تعتبر غريبة عن هذا العصر الحديث! .. ويمكن تفسير هذه التناقضات بأنه عندما سُرقت المقابر في وادي الملوك، تم إعادة تغليف العديد من المومياوات وإخفائها في توابيت أخرى لحمايتها، إلا أن تاريخ أصل هذه المومياء ونسبها الحقيقي لا يزال قيد المناقشة. تم التحقيق فيها ودراستها حتى الآن… تم العثور على المومياء في الدير البحري (طيبة) المعروفة باسم مومياء أوسرمنتو ومحفوظة في متحف الصليب الوردي المصري، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية.