مشاركون بمعرض الكتاب: علينا احترام رأي النقاد سواء بالسلب أو بالإيجاب
عقدت قاعة "فكر وإبداع" ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "19 يناير"، للكاتب والقاص عثمان مكاوى، وذلك بمشاركة كل من الكاتبة الصحفية سمية عبد المنعم، مدير تحرير الوفد وعضو نادى القصة وعضو اتحاد كتاب مصر، والكاتب والأديب عبد النبي فرج، وأدار المناقشة الكاتب عبد الناصر العطيفي.
جانب من الندوة
وأكد العطيفي، في بداية الندوة أن القصص قدمت بمهارة وخفة في السرد، حيث تناول القاص جانب المرأة التي تخطو خطوة بخطوة إلى جانب الرجل، ففي إحدى قصص الرواية التي تدور على التقاء شاب وشابة أحبا بعضهما، ثم أدركت الشابة أن الشاب غير جدير بحبها، مما أدى إلى إلقاء الشاب بنفسه تحت عجلات القطار، وقصة أخرى تدور حول ارتباط عاطفي لشاب بأخرى، والذي أخذ به خياله في أثناء سماعه أغنية "إنت عمري" للسيدة أم كلثوم حيث استطرده النوم ليحلم بها.
وأشار إلى أن القاص علق على أن الكتاب يحتوي على حيوية السرد واللغة الانسيابية، وتلك هي الجوانب الإيجابية الكبرى في الكتاب، فعلق قائلا: نحن كمبدعين علينا أن نحترم رأي النقاد سواء بالسلب أو بالإيجاب فإن أحد مقاييس نجاح العمل الأدبي أن يثير تساؤلات ومناقشات.
كما علقت الكاتبة سمية عبدالمنعم في رؤيتها النقدية بأن "المجموعة القصصية المختلفة، من حيث زوايا التنوع فهناك حالة من الحنين إلى الماضي، ويقول علماء النفس إن رغبه الإنسان لحنين الماضي محاولة للهروب من الواقع المؤلم لعله يجد ما يسعده على المستوى الشخصي، وإن هناك إحساسًا بالفقد لبعض مشاعر الأبوة والبنوة وخلافه، حيث حاول كاتب المجموعة الهدوء من شعور الفقد بالحنين للماضي، وهناك عتبتان للحنين للماضي الأولى اختيار عنوان الكتاب "19 يناير" والثانية قصة "كل عام يوم 19 يناير" التي تدور حول الفقد للأم، ويعتبر الإهداء أكثر الشواهد على الفقد الذي اقتصر على الأم والأب وفقدان الكاتب لهما رحمهما الله .
وأضافت سمية عبد المنعم أن القصة تعد نموذجا ثريا لدقة الوصف لدى الكاتب، فالقصة من البداية إلى النهاية هي ملحمة وصفية ودليل على طول نفس الكاتب الروائي وليس القصصي فحسب، مشيرة إلى أن المجموعة القصصية لا تدور في فلك واحد أو خط واحد، فهي تتضمن قصصا رومانسية واجتماعية ونفسية وسياسية وفانتازيا، وتراجيدى وكوميدى، تتكون المجموعة من اثنين وعشرين قصة أصغرها قصة "البسطة" وأكبرها قصة "الشيخ و الجني".
وأشارت إلى تعدد الأبطال ما بين الشاب المكافح من أجل لقمة العيش والشاب الرومانسى الذى يبحث عن حبه الضائع، والشاب الذى كلما تعرف على فتاة وجدها تشبه إحدى الفنانات، وأيضًا الشاب قاتل محبوبته ودفاعه عن نفسه.
بينما قال القاص عثمان مكاوي، إن المجموعة تشير إلى ذكريات البيت الكبير في القرية، والشيخ الذي يتغلب على الجني الذي تلبس جسد فتاة جميلة، ودميانة التي تغادر بيت عائلتها في القرية إلى بيت خالتها، واعتداء زوج خالتها عليها وقتلها ثم إلقائها في مياه النيل، والعرافة التي تقرأ الودع وتتحقق أمنية الوالدين بإنجاب طفل وموته لأن والده لم ينفذ وصية العرافة.