عرب وعالم

شرف غزة وعار إسرائيل.. 100 يوم من صمود المدنيين يوقظ ضمائر النائمين

احتاج الفلسطينيون وقتا وتضحيات غالية قبل أن يعتدل ميزان العالم المُختل؛ لكنهم بفضل صمود المدنيين العُزل من النساء والأطفال، أيقظوا ضمائر النائمين فى الغرب، وغيروا مواقف دول وحكومات كانت مُتشددة فى مساندة الاحتلال الغاشم.

الحرب على غزة كشفت وجه إسرائيل البشع، ولم تنجح محاولات التجميل والكذب، ولا ثبت داعموها على مواقفهم أمام التحولات الإقليمية والعالمية، فخلق العدوان تحولا للرأى العام، مع خروج مظاهرات حاشدة فى أنحاء العالم دعما للفلسطينيين، كما أصبحت كوفية فلسطين وعَلمها حاضرين بقوة فى كل العواصم، وبين المحتجين أمام الكونجرس والبيت الأبيض، وتعالت الأصوات المطالبة بوقف النار، وتحولت مواقع التواصل إلى مرصد لانتهاكات إسرائيل ضد النساء والأطفال بالمدارس والمستشفيات.

التحول الكبير تحدثت عنه صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، فقالت إن الصراع الذى بدأ منذ أربعينيات القرن الماضى، طالما أثار انقسام العالم واحتجاجات الشارع، إلا أن تغير الرأى العالم منذ اندلاع الحرب الأخيرة كان أبعد ما يمكن عن التنبؤ به، فمن الولايات المتحدة لأوروبا جرت تحولات مهمة عصفت بسياسات الدول.

وقبل عملية طوفان الأقصى، كان الصراع الفلسطينى الإسرائيلى محل انقسام على مدار عقود، وكانت استجابة أغلب أوروبا «اللا مبالاة»، وقال أكثر من ثلاثة أرباع الألمان إن الصراع لا يشغلهم، بينما فى الولايات المتحدة قال 55% إنه لا شعور لديهم إزاءها، ومثلما كان الحال لعقود أظهر الرأى العام تأييدا قويا لإسرائيل أول الأمر، ثم أخذ فى التبدل، بينما كانت إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية تعاطفا مع الفلسطينيين.

وفى الولايات المتحدة كان ثمة اتجاه متصاعد يميل فيه الديمقراطيون للقضية الفلسطينية، ورغم أن الأمريكيين ظلوا أكثر تعاطفا مع إسرائيل، أظهرت استطلاعات رأى لمعهد جالوب فى مارس الماضى تبدلا ديمقراطيا للمرة الأولى، وبعد 7 أكتوبر وبدء العدوان كشفت الاستطلاعات عن بعض الاختلافات، فقال 20% ممن انتخبوا بايدن فى 2020 إنهم يؤيدون فلسطين، وتعاطف 42% مع الطرفين.

وظل الارتفاع الأخير فى التعاطف مع الفلسطينيين قائما بين الديمقراطيين، ما وضع بايدن فى خلاف مفاجئ مع حزبه بشأن الشرق الأوسط، كما أصبح الشباب أكثر دعما للفلسطينيين بشكل صريح. وساهمت المجازر الإسرائيلية فى تغير وجهات النظر، ففى استطلاع بمنتصف نوفمبر الماضى وجد أن أغلب الأمريكيين يعتقدون أن الولايات المتحدة عليها أن تكون مفاوضا محايدا، وقال ثلثا المشاركين إن إسرائيل ينبغى أن تعمل لوقف النار والتفاوض لإعادة الرهائن.

وفى بريطانيا، كانت الأنماط مشابهة والانقسام أقل حدة، إذ يميل حزب العمال لدعم فلسطين بنسبة 31%، ويتعاطف المحافظون مع إسرائيل، إلا أن نسبة كبيرة عبر الطيف السياسى يتعاطفون مع الطرفين بالتساوى، أو ما زالوا غير متأكدين، ما يمثل ابتعادا واضحا عن حالة التأييد الكاسح للدولة الصهيونية فيما قبل.

وقالت مجلة فورين بوليسى، إن آثار الحرب ترددت فى أنحاء العالم، ما أشعل معارك حامية حول حرية الرأى، واشتباكات فى الأمم المتحدة، وزيادة لجرائم الكراهية ضد المسلمين والعرب واليهود، وبينما يتجه نحو 40% من سكان العالم لمراكز الاقتراع فى 40 دولة، يبدو أن عدوان إسرائيل على غزة خلق تقلبات وخلافات سياسية قد تترك أثرا على نتائج كثير من الانتخابات.

%77 من الألمان قالوا إنهم لا يهتمون بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى قبل 7 أكتوبر

%20 ممن صوتوا لبايدن فى 2020 أصبحوا مؤيدين للفلسطينيين بعد 7 أكتوبر

p
p

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى